الرؤية الاجتماعية

عند التطرق إلى المجتمع الطنجي، لا بد من العودة إلى العقود الماضية التي ساهمت في تكوين مدينة بهوية مغربية ذات خصوصيات متفردة لا تكاد تتكرر في العديد من المدن الأخرى بالمملكة، وقد انعكس ذلك بشكل كبير على الواقع الاجتماعي للمدينة.

إن طنجة هي تلك المدينة التي حافظت على بنية مجتمعية متضامنة، لعب فيها التشبث بقيمها الأصيلة دورا كبيرا بشكل جعل سكانها يعرفون كيف يتعاملون مع مشاكلهم اليومية ومع ضغوط الحياة العصرية، لكنها في نفس الوقت مدينةٌ تواجه آثار الشق السلبي للنمو الاقتصادي المتسارع.

ففي طنجة يجد المغاربة من كل أنحاء الوطن، مُستقرا وفضاء لتكوين أسرة والعيش في أمن واستقرار، كما يجد مهاجرون من مختلف أنحاء العالم راحتهم ومستقرهم، خاصة القادمون من أوروبا الذين ارتبطوا تاريخيا بالعيش في هذه المدينة، والآتون من إفريقيا في ظل الوجة الحديثة من الهجرة، مدينةٌ تُرحب بالجميع وتُتيح الفرص لكل المجتهدين.

لكن المدينة، التي نمت بشكل كبير خلال العقدين الأخيرين، أصبحت تواجه جيلا جديدا من المشاكل، على غرار الهجرة غير النظامية وخاصة في صفوف القاصرين، وترويج المخدرات بكافة أنواعها، والعديد من مظاهر الاقتصاد غير المهيكل والعشوائية في مجال التعمير…

إن جماعة طنجة، وانطلاقا من اختصاصاتها والأدوار المنوطة بها، واعية بدورها الاجتماعي، وعاقدةٌ العزم على حفظ مكتسبات المدينة كمنطقة مغربية قوية اقتصاديا وجذابة سياحيا، رغم إكراهات الحياة العصرية التي أفرزت أولويات اجتماعية عديدة.

ولذلك فإن عمدة مدينة طنجة ومكتبه الجماعي يركزان على مجموعة من النقاط خلال ولايتهم الحالية وتتمثل في: