ناقش باحثون وخبراء أمس الجمعة 23 دجنبر موضوع الهجرة ودورها في التنمية المحلية والأدوار التي يضطلع بها مختلف الفاعلين المحليين، كما بحثوا دور الجماعات الترابية في إدماج بعد الهجرة في المخططات المحلية، وقد مثل جماعة طنجة في هذا اللقاء السيدة ليلى تيكيت نائبة رئيس جماعة طنجة، وكذا نواب رؤساء المقاطعات الأربع ورؤساء المصالح المعنية بالهجرة، إضافة إلى عدد من الباحثين والخبراء والمهتمين بمجال الهجرة.
وفي كلمة لها خلال المائدة المستديرة التي نظمتها المنظمة الدولية للهجرة بالمغرب بشراكة مع جماعة طنجة ومنظمة الشباب الإفريقي حول” الهجرة والتنمية المحلية: أي روابط؟” احتفالا باليوم العالمي للمهاجر، أكدت السيدة تيكيت على قناعة الجماعة بأهمية موضوع الهجرة لما يشكله من تحديات على المستويات الوطنية والجهوية والمحلية، ومدى انفتاح الجماعة على مختلف المبادرات التي تصب في تحسين ظروف المهاجرين، عبر تبادل الخبرات والممارسات الفضلى في مجال تدبير الهجرة، وتقوية التعاون بين الجماعات الترابية المغربية والمنظمة الدولية للهجرة ومختلف الشركاء، كما أشادت بالأدوار التي تقوم بها الجمعيات والهيئات المتخصصة في مجال الهجرة واللجوء بهذه المدينة التي تتميز بتعدد ثقافاتها وأجناسها عبر التاريخ.
وقالت نائبة عمدة طنجة إن المدينة تتوفر على عدة جمعيات نشيطة وجادة من المجتمع المدني تعنى بقضايا الهجرة واللجوء، وتسعى الجماعة إلى دعمها والانفتاح عليها بشكل دائم، كما تشارك الجماعة في عملية مأسسة التعاون والتنسيق بين المنظمات الدولية الغير حكومية وجمعيات المجتمع المدني، بُغية الرفع من الوعي العام تجاه المهاجر والإكراهات التي يعاني منها داخل المجتمع، والسعي إلى تكريس ثقافة العيش المشترك
وفي نفس الإطار، أشار هشام حسناوي ممثل المنظمة الدولية للهجرة، إلى الدور المحوري الذي تلعبه الهجرة في التنمية المحلية وفي التخفيف من تداعياتها السلبية، مؤكدا على أن هذا اللقاء يندرج في إطار خارطة الطريق التي أعدتها المنظمة بشراكة مع جماعة طنجة والجمعيات العاملة في مجال الهجرة، للعمل على إدماج بعد الهجرة في برنامج عمل الجماعة. وأكد على أن من أولويات المنظمة، تقوية أدوار الفاعلين المؤسساتيين والجمعيات المتخصصة في الهجرة وتمكينهم من العمل مع مختلف الشركاء، لتقديم مختلف الدعم للمهاجرين في وضعية صعبة.
وخلال هذه المائدة المستديرة، تم التركيز على تنقلات المهاجرين والتغيرات المناخية والصعوبات التي يعانونها، الأمر الذي يحتم على كافة المتدخلين أن يأخذوه بعين الاعتبار خلال وضع برامجهم التنموية.
كما أكدوا على أن إدماج بعد الهجرة مرتبطة باحترام وضمان حقوق المهاجرين مع التركيز على مؤهلاتهم.
واختم هذا اللقاء العلمي بتنظيم ليلة ثقافية تضمنت فقرات موسيقية ومسرحية قدمتها فرق مغربية وإفريقية، أبرزت قيم التعايش المشترك القائم بين الساكنة والمهاجرين.
جدير بالذكر أنه ستنظم مساء يومه السبت، مباراة في كرة القدم تجمع بين شباب من طنجة وشباب من المهاجرين، تجسيدا لشعار العيش المشترك.